فيديو خطير: رعاة صحراويين ملثمين مدججين بالسيوف وسيارات رباعية الدفع يدهسون الفلاحين ويخربون ممتلكاتهم بإقليم آسفي

أسفي كود24 مايو 2018آخر تحديث : الخميس 24 مايو 2018 - 9:11 مساءً
أسفي كود
في الواجهة
فيديو خطير: رعاة صحراويين ملثمين مدججين بالسيوف وسيارات رباعية الدفع يدهسون الفلاحين ويخربون ممتلكاتهم بإقليم آسفي

تعيش عدد من الدواوير بمنطقة عبدة، على وقع صفيح ساخن، بعد تجدد رعب “ميليشيات” الرعاة الرحل الصحراويين، والذين اكتسحوا مساحات واسعة من أراضي الفلاحين بجماعات الكرعاني والبخاتي والمصابيح وشهدة ولحضر وثلاثاء بوكدرة، وباتت ممارساتهم تشكل تهديدا يوميا لممتلكات الناس وحتى حياتهم، وتشكل تهديدا للأمن العام والخاص.

الرعاة الرحل الملثمون، المنتظمون داخل “ميليشيات” مدججة بعدد من الأسلحة البيضاء، وسيارات رباعية الدفع، لا يجدون حرجا في مواجهة السكان، حيث شهدت نهاية الأسبوع الماضي، مواجهات دامية أعادت إلى الأذهان صور تفكيك مخيم اكديم ايزيك بالعيون، بعد أن عمد الرعاة الرحل إلى دهس عدد كبير من الفلاحين، ومهاجمتهم وسط منازلهم، مما زاد من حدة المواجهات الدامية التي أسفرت عن إصابة أربع فلاحين، إصابات متفاوتة الخطورة، وجرى نقلهم صوب مستشفى محمد الخامس بآسفي لتلقي العلاجات الضرورية.

والمثير أن هناك دعاية غير بريئة لهذه الهجومات، اذ أن توثيق الرعاة الرحل لعدد من “غزواتهم”، و”استعراضاتهم”، عبر أشرطة فيديو، تبث بشكل يومي، عبر صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، الموالية لانفصاليي البوليزاريو، يطرح أكثر من سؤال، حول هوية عشرات الملثمين، المتواجدين ضمن صفوف الرعاة الرحل بمنطقة عبدة، لاسيما وأن ما يتم الترويج له داخل الأشرطة المذكورة، وتوزيعهم عبر”كتائب”، يحمل بين طياته خطورة كبيرة، ويزيد من حدة الاحتقان، ويجعل باب التوثر مفتوحا أمام عدة تطورات.

التعزيزات الأمنية المكثفة التي مازالت تشهدها المنطقة لحد الساعة، وان كانت قد توفقت في وقف المواجهات، فإنها لم تمنع تواصل استفزازات الرعاة الرحل الصحراويين، والذين يواصلون وباستمرار استفزاز ساكنة المناطق المذكورة، من خلال استعراض كبير لسيارات رباعية الدفع، وتلويح بأسلحة بيضاء وشعارات، تجسد مشاهدا شبه عسكرية، لا يمكن لها إلا وأن تزيد من الاحتقان، ووضع المنطقة فوق صفيح ساخن، لاسيما وأن المزيد من الرعاة الرحل ما زالوا يتوافدون على المنطقة.

ووجد عدد من الفلاحين، أنفسهم، وسط رعب كبير، وعجز السلطات الأمنية بالمنطقة عن حمايتهم، بعد منعهم من طرف “ميليشيات” الرعاة الرحل من جمع محاصيلهم الفلاحية، وحرث أراضيهم، والتهديد بإحراق جرارتهم الفلاحية، وحينما يتم وضع شكايات ضد المعتدين على أملاك الناس وحياة الأشخاص، تسارع الأجهزة الأمنية إلى تقييدها ضد مجهول، في وقت كشفت فيه عدد من المصادر، أن سيارات الدفع الرباعي، للرعاة الرحل لا تتوفر على التأمين والوثائق الضرورية، وأن هويات أغلب الرعاة تظل مجهولة، بعد عجز السلطات، عن ضبطهم وتحيين لوائح خاصة بهوياتهم.

سيناريو، مهاجمة الرحل لفلاحي منطقة عبدة بإقليم آسفي، اتخذ هذه السنة، منحى أكثر خطورة ودموية، بعد أن وجد الفلاحون أنفسهم عاجزين عن مغادرة منازلهم، وحماية مزروعاتهم الفلاحية المعيشية، التي تضررت كثيرا بفعل نشاط الرعي وقوافل كثيرة من عشرات الآلاف من المواشي، وهو سيناريو  يتكرر رغم الحديث عن قرب صدور قانون يتعلق بتنظيم نشاط الرعي والمناطق المخصصة له، وليظل باب المواجهات مفتوحا بين الساكنة والرعاة الرحل الذين يستعينون بإمدادات بشرية وسيارات الدفع الرباعي كلما استعرت أوزار المواجهة.

ما تتعرض له منطقة عبدة، من هجوم واستفزازات وتهديدات تمس ممتلكات ومغروسات الساكنة وتهدد سلامتهم الجسدية، دفع عددا من المواطنين إلى الخروج  في مسيرة احتجاجية، طالبوا فيها السلطات الإقليمية بالتدخل الفوري والعاجل لرفع الحصار والضرر على أملاكهم، وفرض سلطة القانون على الجميع ضمانا للعيش الكريم، قبل أن يفاجئ المحتجون بمهاجمتهم من طرف الرعاة الرحل، حيث ثم تكسير عدد من جرارتهم وسياراتهم الفلاحية، وإضرام النيران، في محصول إحدى الأراضي الفلاحية بدوار أولاد زكري بجماعة الكرعاني، وهو الهجوم الذي لم يتوفق تدخل السلطات بمختلف تلاوينها التي حضرت إلى مكان الحادث، في توقيفه، بعد أن اضطر رجال الدرك الملكي، والقوات المساعدة، إلى الفرار من موقع المواجهات، في ظل ضعف لوجيستيك مواجهتهم ل “ميليشيات” ترسم صور مهاجمتهم للسكان، أنهم أكثر “تدريبا وتنظيما وتأطيرا”.

وتواصل المنطقة العيش، على وقع ترقب ورعب مازالا مستمرين، رغم احتضان مقر دائرة عبدة، بداية الأسبوع الجاري، لاجتماع جمع مسؤولي سلطات الإقليم، بعض ممثلي السكان والرعاة الرحل لتطويق الموقف، وهو الاجتماع الذي أبدى فيه الرعاة الرحل تأكيدهم على ما يعيشونه على مر السنوات يعتبر” قمعا في ظل دولة القانون”، وأن الأراضي التي يكتسحونها رفقة ماشيتهم هي “أرض مولانا”.

وأبدى ممثلو السكان المتضررين، خلال الاجتماع ذاته، تأكيدهم على حق هؤلاء في الرعي والتجوال، غير أنهم يربطون ذلك بعدم الإضرار بممتلكاتهم وزراعاتهم.، في المقابل لا يراعي الرعاة الرحل هذا الحق، في ظل غياب تطبيق للقانون، وتساهل السلطات في التعامل مع هذه الأوضاع التي تعرف احتقانات على مر السنوات الماضية، وليبقى القانون الذي لم يطبق بعد، الفيصل الوحيد الذي من شأنه أن يضع حدا للاحتقان الذي تعرفه مناطق عبدة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة