محمد لكَناوي يكتب..ماذا استفادت المدينة من “ولاد البلاد” الذين عمروا على رأس مؤسساتها و مجالسها؟

أسفي كود6 ديسمبر 2020آخر تحديث : الأحد 6 ديسمبر 2020 - 1:44 مساءً
أسفي كود
زوومفي الواجهة
محمد لكَناوي يكتب..ماذا استفادت المدينة من “ولاد البلاد” الذين عمروا على رأس مؤسساتها و مجالسها؟
كثيرا ما يتم رقن عبارة “هذاك حگروا عليه حيث ولد البلاد ” . “ولد البلاد “، و هنا نخصصها ل”ولد أسفي “، و أن هذه المدينة “تتعطي غير للبراني ” ، و “ولاد البلاد ديما مهمشين “.
قد نتفق أن أطرا كثيرة من أبناء أسفي بالفعل مهمشين ، و عدد منهم غادروا المدينة لمدن و دول أخرى، بعدما عانوا الويلات، و منحت لهم كل الفرص في مدن الاستقبال، الفرص التي منعت عليهم بمدينتهم. هؤلاء نجد أن أكثر الذين حاربوهم هم “ولاد البلاد” ، لأسباب كثيرة نعلمها جميعا.
جيد جدا، أن يشغل “ولد البلاد” منصبا ساميا داخل مدينته الأصل ، و أن يكون على رأس إحدى مؤسساتها ، ليدير شؤونها، ويجب علينا أن نكون له سندا و قوة محيطة به لمواجهة الفساد و المفسدين و اللوبيات الذين استغلوا تلك المؤسسات، و الأكثر من ذلك تشجيعه في حالات إحباطاته و يأسه.
و لكن ، حينما يصبح “ولد البلاد” يجازي و يحابي الفساد و المفسدين، و المافيات و البارونات ، و يضحى همه الاستفادة مما يستفيدون منه، و يزكيهم ، و يطبع معهم. فهل نظل ندافع عنه ، ونحميه ؟
في مدينتنا ، أسفي، استبشر ساكنتها ، خيرا، عندما تم تعيين “ولد البلاد” على رأس الإدارة الترابية، عاملا و واليا عليها ، لكن الرجل خيب ظن “ولاد البلاد” فيه، لأن همه الأول و الأخير هو عقد أكبر عدد من الصفقات للاستفادة من عمولاتها ( الصفقات) ، و لم يفكر بالمدينة و لا بتهيئتها و تنميتها ، حتى جمالية المدينة كان مساهما في ترييفها، والكل يتذكر نصب ” القرش العجيب ” في أحد مداخل المدينة، و جرار الطين بعدد من مداراتها ، في طمس لمعالم “حاضرة المحيط”، التي أبدعتها أيادي صناعها الخزفيين ، و على رأسهم “السي العمالي” رحمه الله.
ليس الوالي ، فقط ، هناك نمودج آخر عن “ولد البلاد”، و هو المندوب الإقليمي للتعليم ، الرجل الذي تم تعيينه على رأس مديرية التعليم.
الرجل الذي شجعه الكل و استبشروا بتعيينه ، لكن للأسف لم يكن عند حسن ظن نساء و رجال التعليم الإقليم ، فمع قربه من سن التقاعد ، لم ير هذا الشخص من منصبه إلا عبارة ” يدير علاش يرجع” ، فترك الحابل و النابل يصول و يجول داخل المديرية في تفشي فساد الصفقات و الاختلالات التدبيرية من تكاليف و تعيينات على منعم عليهم ، هم اليوم يتامى له.
ماذا استفادت المدينة من “ولاد البلاد” الذين عمروا على رأس مؤسساتها و مجالسها ، سوى تحويلها لقرية كبيرة ، و ترييفها، و العودة بها لسنوات نحو الخلف مع الإصرار على طمس معالمها الحضارية و الثقافية، و الأكثر هو محاربة”اولاد البلاد” الحقيقيين ، من لهم غيرة على أسفي ، و يخدمونها رغم بعدهم عنها بعدماغادروها مكرهين و لجوئهم لمدن أخرى استقبلتهم بالأحضان.
بعيدا عن منطق “ولد البلاد” الذي يظهر أنه شوفيني شيئا ما ، فإن الكل يتذكر عامل أسفي “التراب” الذي خدم فعلا أسفي و كانت له غيرة حقيقية على “حاضرة المحيط ” و لم يكن يوما “ولد البلاد” .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة