عادل السباعي: الحركة الشعبية ستتصدر المشهد السياسي مستقبلا وعلى الأحزاب السياسية إنصاف الشباب وإعادة الثقة له

عادل السباعي عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبیة والبرلماني عن إقليم آسفي في حوار أجرته معه جريدة المعركة تم التطرق من خلاله للوضع الداخلي حزب الزايغ، والفريق البرلماني الحركي ، والإنتخابات المقبلة ووضعية الشباب بالحزب وباقي الأحزاب، فيما يلي نص الحوار:

– عقد حزب الحركة الشعبية دورته العادية للمجلس الوطني، بصفتكم نائب رئيس المجلس الوطني كيف تقيمون أشغال هذه الدورة؟

بالفعل عقد المجلس الوطني للحركة الشعبية دورته العادية يوم الأحد 29 نونبر عبر المناظرة المرئية، حيث تم اعتماد هذه الوسيلة التواصلية لأول مرة في اجتماعات هذا المجلس، علما أن الموعد السابق الذي تقرر لعقد هذه الدورة هو يوم 22 مارس الماضي، وذلك بناء على النظامين الأساسي والداخلي للحزب، لكن بالنظر لحالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها بلادنا جراء تفشي فيروس كوفيد19، فقد تأجلت هذه الدورة، وبالتالي قررت أجهزة الحزب تنظيمها بالطريقة الآنفة الذكر، التي لم تكن متاحة بنفس المستوى في السابق. وفي هذا الصدد، نشير بأن جدول أعمال هذه الدورة الذي توصل به كل أعضاء المجلس، كان مختصرا وركز بالأساس على التقرير السياسي للسيد الأمين العام، وعرض حول المشاورات التي جمعت رؤساء الأحزاب السياسية بكل من السيد رئيس الحكومة، والسيد وزير الداخلية، والاقتراحات التي تضمنتها مذكرة الحركة الشعبية في هذا الشأن، بالإضافة الى تقرير لجنة مراقبة مالية الحزب، والعرضين اللذين تقدم بهما كل من رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، ونظيره بمجلس المستشارين، حول حصيلة الفريقين البرلمانيين في الفترة الفاصلة بين دورتي المجلس الوطني. وقد شارك في هذا اللقاء قرابة 500 عضو من أعضاء المجلس الوطني، وتمخض عن الاجتماع مجموعة من القرارات والتوصيات التي تضمنها البيان الختامي للمجلس، بالإضافة الى المصادقة بالاجماع على التقرير السياسي للسيد الأمين العام وتقرير لجنة مراقبة مالية الحزب. ولابد من الإشارة بأن اللقاء الذي نظم تحت شعار “الوفاء لروح الزعيم المؤسس المحجوبي أحرضان” استحضر روح هذا الزعيم الكبير الذي فقده الحزب والساحة السياسية الوطنية مؤخرا. بالإضافة الى مسألة وحدتنا الترابية في ظل الأحداث التي عرفتها منطقة الكركرات كما تطرق الى مسائل تنظيمية تتعلق بالحزب.
– كعضو المكتب السياسي للحزب، كيف ترون مستقبله في الخريطة السياسية لما بعد انتخابات 2021 ؟

عادل السباعي رفقة سعيد أمسكان رئيس المجلس الوطني

في الحقيقة، حزب الحركة الشعبية، حزب تاريخي وعريق، شكل رقما مهما وأساسيا في المعادلة السياسية والديمقراطية، حيث شارك في كل المحطات الانتخابية التي عرفتها بلادنا، وساهم في العديد من الحكومات، وبالتالي، فإن حضوره وتجذره ثابت منذ عقود في الخريطة السياسية الوطنية. ومن هذا المنطلق، فإن الحزب لا ينتظر المحطة الانتخابية المقبلة، ليكون له موطئ قدم في المشهد السياسي الوطني، فهو موجود في كل أنحاء المغرب، بل وخارج المغرب كذلك، ولكن الأساسي هو أن هذا التواجد لا يقتصر على مناضليه ومنتخبيه، بل إن حضور الحزب يتميز بالمبادئ والأفكار التي يعتنقها، والتي أصبحت تشكل قناعة مشتركة بين الجميع، بالإضافة الى القرب من المواطنات والمواطنين، فهذا الحزب هو نتاج مدرسة المحجوبي أحرضان رحمه الله ومؤسسوه وقياديوه، الذين جعلوا من الكرامة عنوانا يختزل أهداف الحزب، ونعني بها كرامة المواطن البسيط والفقير، كرامة البادية والجبل وفق تصور يجعل حدا للتفاوتات الاجتماعية والمجالية، كرامة الهوية المغربية المتعددة الروافد. وعلى هذا الأساس فإن الحركة الشعبية تعتز لكون مبادئها أصبحت رافدا أساسيا ضمن السياسات العامة للدولة، وسوف تواصل النضال من أجل ترسيخ المزيد من الحقوق والحريات، انسجاما مع خطها السياسي ومع إرثها المتميز باعتبارها القوة السياسية التي وضعت قانون الحريات العامة الى جانب المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه. لذلك فإن الحركة الشعبية التي تعتبر بأن حجمها وتاريخها ومبادءها لا تعكسها تمثيليتها الانتخابية، سوف تعزز حضورها في الانتخابات المقبلة، ليس فقط لتأثيث المشهد السياسي الوطني، بل لتصدر هذا المشهد إن شاء الله.
– كبرلماني، هل أنت راضي على حصيلة الفريق الحركي بمجلس النواب؟

بكل تأكيد، فالفريق الحركي الحالي يضم العديد من الكفاءات الرجالية والنسائية والشبابية، فهناك أربعة وزراء سابقين، و12 عضوا من أعضاء المكتب السياسي و 10 رؤساء جماعات ترابية وعدد من المنتخبين والأطر. فأعضاء الفريق يتوفرون بطبيعة الحال على تجربة وتراكم مهمين، وحضور ميداني الى جانب المواطنات والمواطنين، وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على الحصيلة المشرفة للفريق، ليس على المستوى الكمي فقط، بل على المستوى النوعي كذلك. فالفريق الحركي هو منسق الأغلبية منذ قرابة ثلاثة سنوات في شخص رئيسه، كما أن هذا الفريق قدم العديد من المبادرات النوعية، سواء على المستوى الرقابي أو التشريعي أو في مجال تقييم السياسيات العمومية أو في المجال الدبلوماسي. فعلى المستوى الرقابي مثلا قدم الفريق أكثر من 1000 سؤال كتابي، تفاعلا مع الانشغالات والاشكاليات ذات الطابع المحلي، على اعتبار أن الأسئلة الكتابية تنصب بالأساس على ما هو محلي، كما قدم أكثر من 600 سؤال شفوي، وعدد كبير من طلبات انعقاد اللجن بحضور الوزراء المعنيين لتدارس مواضيع ذات علاقة باهتمامات المواطنين وعدة طلبات لتشكيل مهام استطلاعية. وعلى مستوى التشريع، فبالاضافة الى التعديلات التي يتقدم بها على مختلف النصوص التشريعية، فقد تقدم بقرابة 34 مقترح قانون. كما أن الفريق ممثل في العديد من الشعب البرلمانية الدولية والجهوية والإقليمية المهمة. والفريق الحركي كذلك منفتح على فعاليات المجتمع المدني والمهنيين وغيرهم، حيث نسجل عشرات اللقاءات التي يعقدها الفريق في هذا الإطار، ناهيك عن زيارات أعضاء الفريق لبعض الجهات في إطار سياسة القرب مع المواطنين. وبالمناسبة أخبركم بأننا فقدنا مؤخرا أحد أعمدة الفريق والحزب، نائب الجديدة المرحوم المصطفى المخنتر، الذي نجدد لأسرته التعازي لها بهذه المناسبة.

– كشاب اختار دخول غمار السياسة، في نظرك، هل الأحزاب السياسية أنصفت الشباب المغربي الكفء؟

أحدثك عن فريقي الذي أعرف أعضاءه واحدا واحدا، بحيث أن ما يقارب نصف هؤلاء، هم كفاءات شابة، نسائية ورجالية، كما أن هياكل حزب الحركة الشعبية سواء المكتب السياسي أو المجلس الوطني، تضم نسب مهمة من الشباب، بالإضافة الى المنظمات والروابط الموازية للحزب والشبيبة الحركية.
هذا اختيار انخرط فيه الحزب عن قناعة وإيمان، ولا ننسى أن قادة الحزب كانوا شبابا غداة تحملهم المسؤولية، نظير المحجوبي أحرضان رحمه الله وعبد الكريم الخطيب رحمه الله ومحند العنصر أطال الله في عمره. وبالتالي فلولا إيمان الحزب بالشباب، ما كان سيكون لي أنا شخصيا وجود في المكتب السياسي كعضو، أو في المجلس الوطني كنائب لرئيسه. لا أدعي بأن الحزب وصل الى درجة المثالية والكمال فيما يخص إنصاف الشباب، ولكن الحزب مؤمن بأن معركة الغد وتحديات المستقبل يجب أن يضطلع بها الشباب، وهذا ما تترجمه بالملموس قوانينه وقراراته. أما بالنسبة لباقي الأحزاب السياسية، فأعتقد بأنها مدعوة للعب دورها التأطيري تجاه الشباب وإنصافه وإرجاع الثقة له، كما أوجه الدعوة كذلك للشباب لدخول غمار السياسة، وترجمة انشغالاتهم وأفكارهم وهواجسهم عبر الأحزاب السياسية.

– أنت برلماني وعضو بلدية مدينة آسفي، هل يمكن لك جرد حصيلتك على المستوى الإقليمي؟

عادل السباعي في زيارة ميدانية لأحد الأوراش بإقليم آسفي

لا يسع المجال هنا لجرد كل حصيلتي كمنتخب سواء على مستوى المدينة أو الإقليم لأنها حصيلة اشتغال يومي وفي الميدان، وبالتالي، فإن الساكنة تعرف عن كثب ما نقوم به لصالح مدينة آسفي ولصالح الإقليم بصفة عامة. فمنذ دخولي غمار السياسة والانتخابات، لم يكن الأمر بدافع انتخابي، بل كانت الانتخابات مجرد وسيلة فقط للدفاع عن مصالح المدينة والإقليم وعن مصالح الساكنة بصفة عامة، وهذا الهاجس هو الذي استحضره دائما بالنسبة لمدينة ولدت وترعرعت فيها وأعرف مشاكلها عن قرب، وبالتالي، فأنا أسلك في سبيل ذلك نهجا تواصليا متواصلا مع الساكنة، وأقوم بما أستطيع القيام به في حدود الصلاحيات المخولة لي.

– كلمة أخيرة
أشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة، وأعبر لكم ولكل المنابر الإعلامية عن كامل الاستعداد للتواصل، والتفاعل، بهاجس خدمة مصالح المدينة والإقليم والمصلحة العليا للوطن.