انفراد: حياة بناني زوجة نجل رئيس سابق لبلدية آسفي تخرج عن صمتها بعد براءتها من تهمة قتل زوجها

426 يوم من الاعتقال رهن التحقيق في جريمة من محض خيال مبدعيها

أسفي كود6 يناير 2023آخر تحديث : الجمعة 6 يناير 2023 - 7:10 مساءً
أسفي كود
زوومفي الواجهة
انفراد: حياة بناني زوجة نجل رئيس سابق لبلدية آسفي تخرج عن صمتها بعد براءتها من تهمة قتل زوجها

في أول خروج لها بعد أن أشهر طويلة قضتها خلف أسوار السجن المدني بآسفي، ونيلها حكما بالبراءة من طرف غرفة الجنايات بالمحكمة الابتدائية بآسفي، كشفت حياة بناني وبشكل انفرادي ل “آسفي كود’، عن حجم المعاناة والعنف المعنوي الذي نالته قبل وبعد اعتقالها.

شهادة تحمل بين طياتها كل معاني الأسى والحزن، وحتى الأمل في المستقبل، ندرجها كاملة:

426 يوم من الاعتقال رهن التحقيق في جريمة من محض خيال مبدعيها، أن تحشر في زنزانة منفردا أثناء الحجر الصحي ل15 يوم متتالية حيث لا تسمع سوى صدى أنفاسك في الغرفة و صوت الاشئ المنبعث من خلف الذكريات، هنا توقف الزمن ، فلا تدري ما تفعل و لا تدري ما تقول فحتى نفسي مللت من الحديث لها، هنا فقدت الجاذبية و الإحساس بالمكان و بالموقف، عذاب ما بعده عذاب ….
كيف لإنسان سوي تحمل ما وقع لي، فلا زلت لا أصدق نفسي، كيف بزوجة تغسل ملابس زوجها في سطح البيت كما اعتادت منذ 20 سنة أن تجد نفسها متهمة في جريمة قتل الكل يعلم أني بريئة منها براءة الذئب من دم إبن يعقوب.
ليس وحده السجن من ترك في نفسي جروحا عميقة و لكن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، لقد تم هدم بيتنا بجرافات الغدر و الحقد الدفين الذي انبعث من العدم فور دفن زوجي، الذي حرمت من تشييعه غصبا، تساءلت وتساءل الجميع لماذا كل هذا العنف المعنوي و المادي مباشرة بعد الوفاة، حيث و إن إنتهت علاقة المصاهرة بالوفاة ، فالقرابة و علاقة الدم الذي يجري في عروقي لا يمكن له الانتهاء .
عندما قضيت أكثر من سنة خلف قضبان الباطل وفور خروجي وجدت ان أبنائي كبروا في غيابي و ملامح الإخوة والأقارب تغيرت فمنهم من ظهرت عليه معالم التقدم و منهم من رسمت علامات الحزن و بقيت واضحة رغم السعادة التي عمت عند الإفراج عني.
رغم كل هذه الظروف إلا أن الله شاء أن يضع في طريقي و أثناء محنتي أشخاصا كانوا سندا و عونا لي، بعد ضروب الشكوك اتى الفرج و العدل على يد رجل عادل شاء الله أن يبين على يده برائتي رغم كل الضغوط و الإكراهات، العين التي تبصر الحق و الفم الذي ينطق العدل لن تخيب أبدا.
في النهاية لا يسعني إلا أن أحمد الله عز وجل على كل مافات و على كل ما هو آت، …لقد بعثني الله من كهف الظلم و الغبن.
هذه رسالتي للعقول و الضمائر الحية و هي حجتي أمام الله وعباده..أن تكون مظلوما أفضل من أن تكون ظالما.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة