غامبيا تدقّ المسمار الأخير في نعش أطروحة الانفصال وتجدد دعمها لمغربية الصحراء

في تأكيد جديد لمتانة العلاقات المغربية-الغامبية، جدّدت جمهورية غامبيا، عبر وزير خارجيتها مامادو تانغارا، دعمها الكامل والثابت لوحدة وسيادة المغرب على كامل أراضيه، مشيدة بالموقف البريطاني الأخير الداعم لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وجاد للنزاع حول الصحراء.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالرباط، كشف تانغارا أنه يحمل رسالة من الرئيس الغامبي أداما بارو إلى الملك محمد السادس، يعبّر فيها عن تهانيه بمناسبة عيد الأضحى، ويستشيره بشأن قضايا الأمة الإسلامية، في ضوء رئاسة غامبيا لمنظمة التعاون الإسلامي، ودور العاهل المغربي على رأس لجنة القدس التابعة لها.

الوزير الغامبي أشاد بما وصفه بـ”القيادة الحكيمة” للمغرب في إدارة ملف وحدته الترابية، مشيراً إلى أن بلاده تلقت بارتياح كبير دعم المملكة المتحدة الأخير لمقترح الحكم الذاتي، معتبراً إياه تتويجاً للمقاربة الدبلوماسية المغربية القائمة على الواقعية والتوافق.

وفي ذات السياق، عبّر تانغارا عن اعتزاز غامبيا بالشراكة الاستراتيجية التي تجمعها بالمملكة المغربية، مشدداً على أن دعم بلاده لمغربية الصحراء لم يظل موقفاً سياسياً فقط، بل تُرجم إلى خطوات عملية، أبرزها افتتاح قنصلية في مدينة الداخلة، ما يُعد تعبيراً سيادياً عن الانخراط التام في رؤية المغرب بوصفه ركيزة للاستقرار والأمن بالقارة الإفريقية.

العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت زخماً ملموساً في السنوات الأخيرة، توّج بعقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة في يناير الماضي بمدينة الداخلة، والتي تمخضت عنها اتفاقات لتعزيز التعاون في مجالات حيوية كالصيد البحري، الطاقات المتجددة، التجارة، والاستثمار.

وأكد الطرفان، في ختام اللقاء، عزمهما على توسيع آفاق التعاون جنوب-جنوب، في إطار مقاربة تضامنية تعكس الروابط العميقة التي تجمع المغرب بعمقه الإفريقي، وتُترجم التوجهات الاستراتيجية للرباط نحو تعزيز التنمية المشتركة والاستقرار الإقليمي.