مستشفى الموت…أطفال مرضى وأمهاتهم ناعسين في الأرض والطبيبة ماغادي تجي حتى لنهار الاثنين.

أسفي كود2 فبراير 2020آخر تحديث : الأحد 2 فبراير 2020 - 12:45 مساءً
أسفي كود
زوومفي الواجهة
مستشفى الموت…أطفال مرضى وأمهاتهم ناعسين في الأرض والطبيبة ماغادي تجي حتى لنهار الاثنين.

دخلنا مستشفى محمد الخامس عصر هذا اليوم بعد ان تلقينا نداء استغاثة من داخل جناح الاطفال . فقد اتصلت بنا سيدة تطلب المساعدة “عفاكم اجيو شوفو هاد الحالة …راه كاينين بزاف ديال الوليدات الحالة ديالهم حرجة …وملقيناش فين نعسو مع ولادنا … وعدد كبير منا ناعس غير في الارض … وقالو لينا الطبيبة مجاتش اليوم … يعني غادي نتسناو حتى نهار الاثنين … باش يشوفو ولادنا …ويشخصو الحالة ديالهم… عفاكم راه ولادنا غادي يموتو… شوفو لينا شكون يقدر يعاوننا …الله يجازيكم بخير ” وانتهت المكالمة .

وفعلا انتقلنا الى هناك ونحن نلج بوابة المستشفى فوجدنا الوضع كعادته، عدد كبير من المرضى باختلاف الاعمار والاجناس …وعدد قليل من الموضفين والاطباء، وكل مواطن يحمل ورقة صغيرة كتبت عليها بعض الخطوط والحروف وعليها خاتم احمر …واعلاها تقرا (المملكة المغربية _وزارة الصحة العمومية ) وسيارات الاسعاف تدخل بين الفينة والاخرى ، وفي كل مرة تاتي بوافد جديد او اكثر والحال هو الحال.
وصلنا الى جناح الاطفال حيث كانت حلته الجديدة تبشر ببعض الامل او بالاحرى انشراح في انتضار الصدمة .
نعم انها صدمة كبيرة … فبالغرفة الواحدة تجد ثلاث اسرة او اربعة تنام بها بعض الامهات رفقة اطفالهن …اما في الارض فالعشرات من النسوة(سيئات الحظ) افترشو بعض الاغطية التي جاءو بها من منازلهم او من اقاربهم فوق الارض رغم قساوة الطقس وبرودة الارضية …
كان الوضع كارثيا وكنا نحاول ان ننقل لكم ذالك بالصوت والصورة لكن عبارة نصادفها في كل زاوية او بوابة كتب عليها :ممنوع التصوير.
اقتربنا من الغرفة حيث تنام تلك السيدة صاحبة النداء … فوجدنا نفس الحالة ،عدد كبير من الاطفال لا يتجاوز سن الخامسة ينامون رفقة امهاتهم فوق الارض والروائح كريهة وصراخ الاطفال ، ولا احد من المستخدمين ولا الاطباء موجود بعكس رجال الامن الخواص الذين كان عددهم كبيرا كانك في معتقل وليس مؤسسة صحية .
اقتربنا من السيدة فقالت والدموع تتساقط من عيناها. “هانتوما شوفو هاد الحالة كيف دايرة، وليداتنا غادي يموتو … غادي يضيعو… وتا واحد متسوق لينا لاحونا في الارض وتيجيبو الوليدات والامهات وينعسوهم حدانا… والوليدات كل واحد باش مريض ومكاين حتا شي طبيب لي غادي يشخص الحالة باش يعزلو الوليدات لفيهم امراض معدية على الاخرين…عفاكم عاونونا مبغيناش وليداتنا يموتو “… واستسلمت للبكاء.

انها كارثة انسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى … كنا ندرس امكانية تصوير الوضع لننقل الى الراي العام ما يجري لكن بدون جدوى …
ممنوع التصوير عبارة منتشرة في كل زاوية وكل مكان واذا اردت ان يتاتى لك ذالك فيجب عليك الحصول على ترخيص من ادارة المستشفى….
لذا حاولنا ان ننقل لكم الوضع بكل امانة في انتضار تحرك اي جهة من الجهات الوصية لانقاذ الموقف… وبعض الفعاليات الجمعوية… لان الوضع يحتاج الى تدخل عاجل وفوري.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة