الاعلامي سعيد رحيم يكتب..الوحدة النقابية أول المنتصرين في انتخابات المجلس الوطني للصحافة

أسفي كود24 يونيو 2018آخر تحديث : الأحد 24 يونيو 2018 - 12:56 صباحًا
أسفي كود
في الواجهة
الاعلامي سعيد رحيم يكتب..الوحدة النقابية أول المنتصرين في انتخابات المجلس الوطني للصحافة

بغض النظر عن كل الملاحظات والانتقادات المرافقة لانتخابات المجلس الوطني للصحافة، التي جرت يوم أمس الجمعة 22 يونيو 2018 فإن أهم حدث يمكن تسجيله في هذه المرحلة بالذات هو العمل الوحدوي الذي طبع الحملة الانتخابية لإنجاح هذه المحطة الرمزية في تاريخ الصحافة والصحفيين في المغرب.

ومن دون المغالاة في إعلان الفرح بفوز لائحة على أخرى أو بانتقال بعض الزميلات والزملاء من وضعية الصحفي المنشغل بقضايا التحرير اليومي إلى قضايا التنظيم والتأطير المهني للفضاء الإعلامي الوطني فإن المكتسب الأجدر بالاهتمام لما بعد هذه الإنتخابات هو القفزة النوعية التي استطاعت كل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية والجامعة الوطنية للصحافة والإعلام المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل تحقيقها والمتمثلة في جمع شمل خيول الانتاج الإعلامي أمام عربة واحدة… عربة الصحافة والإعلام الوطني.

ذلك أن المغزى الأساسي والجوهري من هذا الجمع لا يمكن أن يستشعره ويلمسه ويدرك أبعاده النفسية والاجتماعية والمهنية… إلا من كابد مطبّات التفرقة وموانع إنجاز المهام المنوطة بالعمل النقابي النبيل والهادف، سنوات طويلة.

إن النظر إلى الفرق الحاصل بين نسبة المصوتين على قسم الصحافيين في انتخابات هذا المجلس والتي هي 43,3 % ونسبة المصوتين على قسم الناشرين وهي 62,8% كافي لكي تعطينا للوهلة الأولى الفرق في درجة الحرية التنظيمية النقابية عند الناشرين – وهم مالكو المؤسسات الصحفية – والحرية النقابية عند الصحفيين المهنيين باعتبارهم أجراء لدى الناشرين. وهذه النسبة في حد ذاتها من شأنها أن تضع الناشرين موضع مُساءلة حول مدى احترامهم للحريات النقابية داخل مؤسساتهم، وحول المدى الذي تصله سلطتهم في منع الجسم الصحفي من التنظم النقابي كحق من الحقوق الدستورية، المخولة لكل المواطنين .
غير أنه من جهة أرى وبالنظر كذلك إلى واقع العزوف السياسي والنقابي
عموما في المغرب فان نسبة 43,3% من المصوتين تعد نسبة متقدمة، إضافة إلى العومل السالفة الذكر.
ولا يخفى في نفس السياق الدور السلبي الذي ظل التشردم النقابي يلعبه على مدى سنين طويلة في الدفع بالصحافيات والصحافيين إلى العزوف عن الانتماء النقابي أو إبداء اللامبالاة حيال أهم انتماء مهني لصيانة المهنة وتوسيع فضاء الحريات والإبداع والتضامن ليس فقط خدمةً للمصالح الضيقة للصحفي(ة) وإنما للمساهمة بشكل فاعل في خدمة وتطور المؤسسة الإعلامية وحرية التعبير والديمقراطية ككل… فكيف للصحفي(ة) أن يساهم في كل هذا هو محروم من ممارسة حقه داخل مؤسسته المهنية أو النقابية.

35989430 1726468860766509 4615070345282453504 n - أسفي كود | safigoud.com
فالعالم اليوم يشهد تطوراً مذهلا وثورة عارمة في مجال الصحافة والإعلام وفي التقنيات والوسائط الرقمية وتكنولوجيا الاتصال والتواصل، تطوراً وثورة تجعل من ميدان الإعلام والصحافة القوة الضاربة والمؤثرة في مجرى الأحداث ويكون الصحفي المهني أحد أعمدتها الرئيسية المحتاجة إلى إطار لتنظيم المهنة على أسس الشفافية والديمقراطية كضمانة لمواكبة التطورات ورفع التحديات.
فمن أبرز التحديات اليوم، وبعد انتخاب المجلس الوطني للصحافة، تظهر الأهمية القصوى في الحفاظ على الطابع الوحدوي للنقابتين مع الشروع مباشرة في بناء المكاتب النقابية طبقا للقوانين وإرساء مجالس التحرير ولجان المقاولة كآليات تنظيمية داخلية تساعد المجلس الوطني على إنجاز مهامه في إعادة تقويم المسارات المنحرفة للكثير من المؤسسات الصحفية سواء منها المؤسسات الصحفية التابعة للدولة أو التابعة للقطاع الخاص.
كما أن كل عمل لخلق انشقاقات داخل هذا المسار الوحدوي سيعد انتكاسة وترديا لن يخدم سوى المصالح الفردية، كما في السابق، للمتربصين بتطور وبإنضاج الإعلام الوطني
الدار البيضاء في 23 يونيو 2018

سعيد رحيم الكاتب العام لنقابة صحفيي الوكالة (UMT)
وعضو سابق بالمجلس الوطني لSNPM وفرعيها بالدار البيضاء وبالأقاليم الصحراوية
وعضو سابق بلجنة المقاولة MAP 
ممثل المأجورين سابقا بمجموعة ماروك سوار
مدير جهوي سابق لوكالة المغرب العربي للأنبا بالسمارة (الأقاليم الصحراوية)
مدير جهوي سابق لنفس الوكالة بجهة دكالة عبدة (آسفي)
صحفي مهني لنفس الوكالة بمكت الدار البيضاء

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة