رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز..المبادرة الوطنية للتنمية ساهمت في النهوض بالرأسمال البشري

أسفي كود28 نوفمبر 2020آخر تحديث : السبت 28 نوفمبر 2020 - 11:01 صباحًا
أسفي كود
زوومفي الواجهة
رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز..المبادرة الوطنية للتنمية ساهمت في النهوض بالرأسمال البشري

 أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز، السيد عبد الغني موماد، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها في 18 ماي 2005 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ساهمت بشكل هام في النهوض بالرأسمال البشري سواء على المستوى الوطني أو على صعيد إقليم الحوز بصفة خاصة.

وأضاف السيد موماد، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المبادرة، بفضل فلسفتها ومقاربتها، تمكنت من بلوغ نتائج “إيجابية وملموسة” على أرض الواقع، من خلال إحداث تغيير ملحوظ في المعيش اليومي للساكنة عبر مختلف أقاليم المملكة كإقليم الحوز.

وتابع أنه بعد استكمال المرحلة الأولى والثانية وإطلاق المرحلة الثالثة في 18 شتنبر 2018 من قبل جلالة الملك محمد السادس، اعتمدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بصفتها ورشا ملكيا بامتياز، على مقاربة براغماتية ترمي إلى رسملة المكتسبات والإنجازات، مع إعادة توجيه برامجها قصد النهوض بالرأسمال البشري، مع إيلاء أهمية فائقة للأجيال الصاعدة خاصة الطفولة الصغرى والشباب.

وفي هذا الصدد، ذكر بأن المرحلة الثالثة تعتمد على هدفين أساسيين يتمثلان في توطيد المكتسبات وبناء المستقبل من خلال تدارك معيقات التنمية البشرية، موضحا أن هذه المرحلة الجديدة تتوزع بين أربعة برامج تشمل “تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية” و”مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” و”تحسين الدخل والإدماج الإقتصادي للشباب” و”الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة”.

وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحمل مشاريع جديدة واستراتيجية مستجدة بآفاق واعدة تجعل من “الاستثمار في الرأسمال البشري من أجل رفع تحديات الغد” شعارا لها.

وفي معرض رده على سؤال حول أثر المبادرة على الصعيد الإقليمي، أوضح السيد موماد أن حوالي 1600 مشروع بكلفة إجمالية تبلغ 635 مليون درهم تم إنجازها في إطار المبادرة منذ إطلاقها بهذا الجزء من التراب الوطني، مشيرا إلى أن مساهمة المبادرة تصل إلى 483 مليون درهم، أي حوالي 70 في المئة من مجموع المبلغ.

وتابع أن هذه المشاريع تكتسي أهمية مفصلية للساكنة المحلية، ذلك أنها تمتد إلى قطاعات استراتيجية كالتزويد بالماء الشروب، مشيرا إلى أن معدل التزويد بالماء الشروب بلغ على صعيد الإقليم، بفضل توحيد جهود مجموع المتدخلين والشركاء، نسبة 98 في المئة.

وفي نفس المنحى، أشار السيد موماد إلى أن مشاريع المبادرة تهم أيضا، المرأة في وضعية هشاشة لاسيما، مع إحداث عدد مهم من الجمعيات والتعاونيات النسائية، إلى جانب بناء وتجهيز عدد من المراكز المخصص لتقوية قدرات النساء (المرأة والفتاة القروية) على صعيد الإقليم.

كما عملت المبادرة على الصعيد الإقليمي، على تحسين الشروط السوسيو اقتصادية للنساء عبر خلق أنشطة مدرة للدخل، قصد تمكينهن من الاستقلالية المادية، مع وضع التكوين ومحاربة الأمية وتحسين صحة الأم والطفل في صلب الأولويات.

وفي هذا الصدد، لم يفوت السيد موماد الفرصة لإبراز الأهمية المخصصة لمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة (2019-2023)، مسجلا أن مكانة هامة خصصت للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة لإدماجهم الاقتصادي وتحفيزهم على العمل المقاولاتي، والنهوض بروح المبادرة الخاصة والتشغيل الذاتي لدى الشباب، كأداة فعالة لمكافحة البطالة.

وبخصوص إقليم الحوز، وفي إطار برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، تم انتقاء مؤسستين للتكوين والمواكبة والتتبع القبلي والبعدي لإحداث المشاريع لفائدة شباب الإقليم حاملي المشاريع أو أفكار مشاريع.

وأوضح السيد موماد، أنه أخذا في الاعتبار للطبيعة الجغرافية للإقليم (شساعة التراب والجبال) سهرت اللجنة  الإقليمية للتنمية البشرية التي يرأسها عامل الإقليم السيد رشيد بنشيخي، على تقسيم الإقليم إلى منطقتين، المنطقة “أ” تشمل تحناوت وآسني وأمزميز، والمنطقة “ب” تهم آيت أورير والتوامة قصد تسهيل مهمة المؤسستين لمواكبة أفضل للشباب المقاول.

وهكذا، وبمقتضى اتفاقيتي الشراكة المبرمتين مع المؤسستين، ستستفيد المنطقة “أ” من التكوين والتتبع ومواكبة الشباب من لدن مؤسسة “نورسيس”، فيما ستضطلع مؤسسة “مبادرة” بتوفير الخبرة للمستفيدين بالمنطقة “ب”.

واعتبر السيد موماد أن الإدماج الاقتصادي الناجع للشباب لا يمكن أن يتم من دون مقاربة تشاركية قائمة على انخراط جميع الفاعلين المعنيين، وكذا المؤسسات المتخصصة العاملة في المجال، وذلك عبر إبرام شراكات مع المجالس الجهوية للاستثمار والوكالة الوطنية للنهوض بالتشغيل والكفاءات.

وبالأرقام، وفي إطار المرحلة الثالثة من المبادرة، تمت برسم سنة 2019، تعبئة حوالي 35 مليون درهم من أجل إنجاز مشاريع بالحوز تهم عددا من القطاعات لاسيما، تقليص التفاوتات الترابية في الوسط القروي والماء الشروب أو التعليم عبر اقتناء حافلات للنقل المدرسي، والمساهمة في تدبير دور الطالب والطالبة وتأهيلها، ومبادرة “مليون محفظة”.

وبالنسبة لسنة 2020، تبلغ الكلفة الإجمالية للمشاريع المنجزة حوالي 50 مليون درهم مخصصة لدور الطالب والطالبة، وتحسين وصون صحة الأم والطفل (دار الأمومة)، ودعم الأشخاص في وضعية هشاشة عبر بناء ثلاثة مراكز مخصصة للنساء واقتناء تجهيزات طبية لمراكز تصفية الدم وغيرها.

من جهة أخرى، قدمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في سياق الالتزامات المأخوذة على الصعيد الإقليمي لتخفيض معدل الهشاشة، دعمها لمختلف البنيات المخصصة للأشخاص في وضعية هشاشة (المسنون والأطفال التوحديون والأطفال المتخلى عنهم والأشخاص في وضعية إعاقة) ومراكز تصفية الدم.

وذكر السيد موماد بأن المرحلة الثالثة من المبادرة تولي أهمية قصوى للطفولة والنهوض بالتعليم الأولي، مسجلا أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالحوز تطمح إلى بلوغ معدل هام في تغطية الوحدات المخصصة لهذا السلك التعليمي مستقبلا.

وينبع هذا الاهتمام، يضيف السيد موماد، من الوعي بأهمية التعليم الأولي كجسر لمرور سلس للطفل نحو المستويات الدراسية، عبر اكتساب الكفاءات والمعارف الأساسية لبناء شخصيته، وتسهيل مواكبته وتأطيره التعليمي.

  وهكذا، تم التركيز بإقليم الحوز، خلال سنة 2019، على تأهيل وتجهيز 51 وحدة للتعليم الأولي، بغلاف مالي يقارب 11 مليون درهم.

وخلص رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الحوز إلى أن سنة 2020، شهدت بناء 51 وحدة للتعليم الأولي، بغلاف مالي يصل إلى 61 مليون درهم، من ضمنها 43 وحدة من الصنف الأول (حجرة دراسية واحدة)، وثماني وحدات أخرى من الصنف الثاني (حجرتان دراسيتان)، ينضاف إليها نفقات تدبير هذه الوحدات ونفقات التجهيز.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة