شميس يدعو في لقاء بمدينة الصويرة حول “إكراهات وإمكانيات تطوير قطاع الحلي الفضية” الى الحفاظ على هذه الحرفة

أسفي كود25 سبتمبر 2018آخر تحديث : الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 - 1:48 مساءً
أسفي كود
اقتصادفي الواجهة
شميس يدعو في لقاء بمدينة الصويرة حول “إكراهات وإمكانيات تطوير قطاع الحلي الفضية” الى الحفاظ على هذه الحرفة

نظم أمس الاثنين بمدينة الصويرة لقاء دراسيا حول قطاع الحلي الفضية، باعتباره مكونا أساسيا للصناعة التقليدية الوطنية، تم من خلاله التركيز على اكراهات وفرص تطوير هذا المجال، الذي يلعب دورا هاما في التنمية المحلية .
ويهدف هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار” من أجل تشخيص مباشر لواقع قطاع الحلي الفضية”، بمبادرة من فدرالية غرف الصناعة التقليدية بتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية لجهة مراكش-آسفي، الى دراسة واقع قطاع الحلي الفضية والتركيز على الاكراهات التي تحول دون تطويره، مع استعراض مختلف المؤهلات التي يوفرها هذا الميدان، والإمكانيات الكفيلة بتثمينه وإشعاعه في أفق وضع خارطة طريق للقطاع  .
وتمحورت أشغال هذا اليوم الدراسي حول موضوعين رئيسيين هما التشخيص الدقيق لواقع قطاع الحلي الفضية، وعلاقته بقطاع السياحة .
وأبرز حسن شميس  رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش-آسفي، الدور الهام الذي يلعبه الصناع التقليديون بالصويرة والمجهودات التي يبذلونها للحفاظ على هذا الموروث، وضمان استدامته، مذكرا، بأن قطاع صناعة الحلي الفضية يبقى ضمن الموروث الشعبي المغربي، ورمز حقيقي للجمال، والإبداع ومحور للتنمية الاقتصادية بالمغرب .

وتعتبر هذه الحرفة، يضيف شميس، بمثابة ثمرة إتقان وإبداع الصانع التقليدي، ورمز للجمع بين مختلف الحضارات التي عرفها المغرب عبر قرون مضت (الفنيقية، البيزنطية، الرومانية، الافريقية والاندلسية)، مشيرا إلى الاثمنة المرتفعة للمواد الأولية المستعملة في قطاع الحلي، والنقص في التكوين، وهشاشة ظروف اشتغال الحرفيين، وانعدام آليات التسويق، فضلا عن الاختلال المسجل في برامج التنمية والتجديد في قطاع بتنافسية محدودة مما عكس سلبا على جودة المنتوجات مقارنة ببعض البلدان حيث عرفت قطاع الحلي الفضية قفزة نوعية .

ودعا في هذا السياق على ضرورة اتخاذ مجموعة من الاجراءات من أجل المحافظة على هذه الحرفة، والتفكير حول الميكانيزمات الكفيلة بإعطاء دينامية جديدة للقطاع من خلال تشجيع البحث والتجديد والعصرنة لجعله قادرا على المساهمة في التنمية المحلية .
ونوه عامل إقليم الصويرة  عادل المالكي، في كلمة بالمناسبة، بعقد هذا اللقاء بالصويرة، هذه المدينة المتميزة بموروثها الحضاري والثقافي والفني، خاصة قطاع الصناعة التقليدية، بفضل حنكة معلمي هذا القطاع، الذين أرسوا له مكانة خاصة وطنيا ودوليا خاصة قطاع الحلي الفضية، مضيفا أن هذا اللقاء يحظى بأهمية كبرى نظرا لكونه يشكل فرصة لفتح نقاش جاد بين مختلف المتدخلين المعنيين بالقطاع من أجل تقييم واقعه الحالي والعمل على وضع رؤية شمولية تمكن من تأهيله وتطويره .
وأوضح  المالكي، أن هذا القطاع يعد إحدى ركائز التراث اللامادي ومورد للتميز بالنسبة للمغرب، مذكرا بالعناية المولوية السامية التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا القطاع الحيوي، نظرا لأهميته السوسيو-اقتصادية ودوره في إنعاش السياحة وتوفير فرص الشغل ومساهمته في الدينامية الاقتصادية التي يعرفها المغرب، مؤكدا أن هذا القطاع يلعب دورا هاما في جلب العملة الصعبة، ويجسد عاليا التنوع الثقافي والفني للمملكة، مما يستدعي إيلاءه أهمية كبرى باعتباره مكونا أساسيا للهوية الوطنية .
ومن جهته، أبرز رئيس قسم التشريع والتوثيق  محمد بونعيم في كلمة باسم وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، الدور الهام الذي يضطلع به قطاع الحلي في إنعاش السياحة باعتباره مكونا أساسيا في النسيج الاقتصادي المغربي، مضيفا، أن قطاع الصناعة التقليدية بصفة عامة يحظى بأهمية خاصة في مختلف برامج الوزارة .
و أوضح أن هذا القطاع كان لديه دوما دورا ومكانة في المجتمع المغربي ومرتبط بالإرث الحضاري والفني، مبرزا الاهمية التاريخية والسوسيو- اقتصادية لقطاع الحلي الفضية عبر تاريخ المملكة، والدور الهام الذي يضطلع به الصانع التقليدي من أجل الحفاظ على هذا الموروث ومكانته وتميزه وتطويره رغم المنافسة الشرسة التي يتعرض لها من قبل منتوجات أجنبية .
وبهذه المناسبة، استعرض بونعيم مجموعة من الاجراءات والمشاريع التي صادقت عليها الوزارة الوصية من أجل إنعاش وتطوير القطاع، مذكرا بأن الوزارة عملت مؤخرا، بتنسيق مع المهنيين، عبر الفدرالية الوطنية للصناعة التقليدية، على إعطاء الانطلاقة لدراسة مكملة على المستوى الوطني، وأنها تبقى مصممة على دعم هذا القطاع، بشراكة مع مجموع المتدخلين لتطويره والنهوض به .
أما رئيس فدرالية غرف الصناعة التقليدية، فأوضح في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن هذه التظاهرة تأتي في إطار مجموعة من اللقاءات التي نظمت بفضل برنامج مشترك مع الوزارة الوصية، بهدف التحسيس والتكوين، وفتح آفاق التشاور مع المهنيين وتحسيسهم وإعلامهم بخصوص القوانين الجديدة المتعلقة بالقطاع، مشيرا إلى أن الهدف من هذه اللقاءات يمكن في تشخيص الواقع الحالي للمهن التي تعاني من مشاكل بنيوية والتي تستعدي المعالجة بعد الدراسة، ضمنها قطاع صناعة الحلي الفضية .
وأضاف أن تضافر جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع سيمكن لا محالة من مواجهة هذه التحديات وتطوير هذا القطاع على نحو أفضل وجعله كما كان في السابق قطاعا منتجا، وموفر لفرص الشغل ومحافظ على التراث ومنعشا للسياح بامتياز .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة