شح المياه بالمغرب .. قلق متعاظم في 2024

أسفي كود1 يناير 2024آخر تحديث : الإثنين 1 يناير 2024 - 8:02 مساءً
أسفي كود
زوومفي الواجهة
شح المياه بالمغرب .. قلق متعاظم في 2024
يتجه المغرب في 2024 نحو تنفيذ إجراءات صارمة لمواجهة الإجهاد المائي. فقد أثرت سنوات الجفاف المتعاقبة التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة أثرت بشكل كبير على احتياطات المياه، التي يبقى إنعاشها مرتهنا بالتساقطات المأمولة في الثلاثة أشهر المقبلة.

دقت وزارة التجهيز والماء، قبل أسبوعين، ناقوس الخطر حول مخزون المغرب في ظل الجفاف، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلى توجيه مراسلة إلى الولاة والعمال والسلطات المحلية، في السادس والعشرين من دجنبر الجاري، تؤكد فيها على أن الجفاف أفضى إلى إضعاف قدرات إمدادات المياه بشكل خطير، وأن ندرة الأمطار والمعدل الحرج لملء السدود وضعف منسوب المياه تنذر بأزمة مائية كبيرة، مما يستدعي تنفيذ إجراءات صارمة لترشيد استغلال مواردنا الطبيعية من المياه.

ترشيد الاستهلاك

وأوصت الداخلية في مراسلتها، الولاة والعمال بعقد اجتماعات في الأسبوع الأول من كل شهر، مع القائمين على توزيع المياه لوضع وتحديث خريطة استهلاك المياه حسب المنطقة، مع تحديثها بشكل دوري، لتحديد المناطق الأكثر استهلاكا للمياه، على أساس المعدل اليومي المستهلك.

وشددت على أنه على ضوء هذه الخريطة من الضروري الشروع في إجراءات تحسيسية، بمشاركة الجمعيات المحلية، حول أهمية ترشيد استهلاك المياه (اتصالات مباشرة، توزيع نشرات…) وترشيد تدفق المياه لهذه المناطق المستهلكة للماء بقوة (تعديل الضغط أو القطع الكلي خلال فترات زمنية معينة).

كما دعت إلى البحث عن التسربات الموجودة في خطوط الأنابيب الخاصة بالفاعلين في الإنتاج والتوزيع، ودعوتهم إلى إعداد تقارير شهرية تتعلق بالكميات المفترضة المفقودة والإجراءات المنجزة أو المخطط لتنفيذها.

الداخلية دعت، كذلك، إلى محاربة كل أشكال الغش في استغلال الموارد المائية، مثل الربط العشوائي واستغلال أنابيب المياه، مشيرة إلى أن عدم دفع البعض لرسوم استهلاك المياه يشجع غالبا على إساءة استغلال هذا المورد.

ومنعت وزارة الداخلية سقي كافة المساحات الخضراء والحدائق العامة، وتنظيف الطرق والأماكن العامة باستخدام المياه، وملء حمامات السباحة العامة والخاصة أكثر من مرة في السنة، وسقي المحاصيل المائية بالتشاور مع وزارة الفلاحة.

وجاء في مراسلة الوزارة الموجهة للولاة والعمال والسلطات المحلية: “أنتم مدعوون إلى إطلاع المصالح الخارجية للوزارة المعنية بالإجراءات التي يتعين اتخاذها للحد من تأثير الإجهاد المائي على السكان والأنشطة الاقتصادية”.

وضعية التساقطات للسنة الفلاحية 2022-2023

وتأتي هذه المراسلة أياما قليلة بعدما كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، عن مؤشرات مقلقة جدا بخصوص الوضع المائي في بلادنا، إذ أكد بدوره أن “الوضع خطير”، لأن المغرب دخل مرحلة دقيقة بعد خمس سنوات من قلة الأمطار، مؤكدا أن المؤشرات التي تم تسجيلها في الشهور الأخيرة ستؤدي إلى الدخول في سنة أخرى من الجفاف.

وبحسب المعطيات التي قدمها في ندوة المجلس الحكومي  قبل أسبوعين، لم يتجاوز معدل التساقطات المطرية في الشهور الثلاث الأخيرة 21 ملم فقط، أي أن هناك تراجعا مقارنة مع السنة الماضية نسبته 67 في المائة، كما تجاوز المغرب المعدل الحراري السنوي بـ1,30 درجة، فيما لم يصل إلى السدود في الشهور الثلاثة الأخيرة سوى 500.19 مليون متر مكعب من المياه، في حين أنه تم تسجيل ما مجموعه مليار و500 مليون متر مكعب العام الماضي.
وأفاد أن مخزون المياه في السدود إلى غاية الخميس الماضي لم يتعد 23 في المائة، مقابل 31 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتؤكد وزارة التجهيز والماء، أن الفترة من 2018 إلى 2023، شهدت تعاقب سنوات الجفاف، غير أنها تشدد على أنه بالرغم من تراجع المخزون المائي بالسدود، تمت تلبية حاجيات الماء الصالح للشرب بصفة مرضية عبر اللجوء إلى تحلية مياه البحر بأكادير (34 مليون م) الحسيمة (6 مليون في السنة)، وأسفي (تدريجيا ابتداء من شتنبر 2023). فضلا عن تقوية الامدادات انطلاقا من المياه الجوفية، وإعطاء الأولوية للماء الصالح للشرب حسب المخزون المائي المتوفر. ثم تحديث برامج الإمدادات السقوية والتنسيق مع قطاع الفلاحة.

الربط المائي .. من أجل توزيع عادل للمياه بين الجهات

ووفقا للوزارة، فقد أبان توالي سنوات الجفاف التي عرفتها بلادنا خلال العقد الأخير، عن هشاشة بعض منظومات التزويد بالماء إزاء فترات الجفاف الطويلة.

وفي سياق ذلك، شهدت سنة 2023 إطلاق أحد أهم المشاريع الكبرى، والمتمثل في تحويل الفائض من المياه من حوض سبو إلى الأحواض الوسطى.

وقام المغرب بدراسة مشروع تحويل الفائض من المياه من حوض سبو نحو حوضي أبي رقراق وأم الربيع وإنجاز الشطر الاستعجالي لربط سد المنع بحوض سبو بسد سيدي محمد بن عبد الله بحوض أبي رقراق بصبيب 15 متر مكعب في الثانية وبكلفة الأشغال تقدر بـ6 مليار درهم، والشروع في إنجاز مشروع الربط بين سد واد المخازن بالمنظومة المائية لطنجة الكبرى.

وأفادت وزارة التجهيز والماء أن حقينة سد سيدي محمد بن عبد الله عرفت تراجعا متواصلا إلى أن تم الشروع في الاستغلال التدريجي لمشروع تحويل المياه من حوض سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله منذ غشت 2023. وتعرف حاليا رفع نسبة الملء لدعم تزويد المنطقة الساحلية الرباط- الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب.

مشاريع تحلية مياه البحر .. حل بديل

من بين المشاريع التي اشتغل عليها المغرب خلال سنة 2023، لمواجهة التغيرات المناخية والتخفيف من حدة الإجهاد المائي، مشاريع تحلية مياه البحر. وقد مكنت تقنية تحلية المياه من تزويد المناطق التي تفتقر إلى مصادر المياه التقليدية، بالماء الصالح للشرب، فضلا عن تأمين عملية التزويد بهذه المادة الحيوية في ظل التأثيرات الناجمة عن التغيرات المناخية.

وبات المغرب يتوفر على ثمان محطات لتحلية المياه، خاصة ببوجدور والعيون وسيدي الغازي ولمهيريز والحسيمة وطرفاية وأكادير.

وقد تم خلال السنة الجارية، وفقا لوزارة التجهيز والماء، تشغيل محطة تحلية مياه البحث بآسفي بصفة تدريجية ابتداء من شتنبر 2023 لتصل لـ10 مليون م سنويا، كما سيتم الشروع في استغلال محطة تحلية مياه البحث بالجرف الأصفر نهاية سنة 2023 لتزويد مدينة الجديدة بـ30 مليون متر سنويا. بالإضافة إلى إنجاز مشروع الربط المائي بين سد واد المخازن بالمنظومة المائية بطنجة الكبرى.

2024 .. مواصلة مشاريع الربط المائي 

من المرتقب أن يتم خلال سنة 2024، مواصلة أشغال الربط المائي، حيث من المرتقب أن يتم ربط حوض سبو بسد سيدي محمد بن عبد الله مرورا بحوض أبي رقراق، وسد المسيرة بحوض أم الربيع بصبيب 30 متر مكعب في الثانية.

كما ستواصل وزارة التجهيز والماء أشغال إنجاز 16 سد كبير، حيث رصد لهذه المشاريع غلاف مالي إجمالي يقدر بـ4,74 مليون درهم منها 171 مليون درهم كاعتمادات الأداء.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة