الدكتور عماد المعزوزي يكتب.. حاضرة المحيط لا تنتظر عطفا أو إشفاقا، بل اعترافا و إنصافا

أسفي كود29 نوفمبر 2019آخر تحديث : الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 3:52 مساءً
أسفي كود
جمعيات وأحزابزوومفي الواجهة
الدكتور عماد المعزوزي يكتب.. حاضرة المحيط لا تنتظر عطفا أو إشفاقا، بل اعترافا و إنصافا

هل كورنيش أسفي هو من تأخر إنجازه، أم أنها مدينة كلها تأخرت عن كل شيء وفي كل شيء… هي معادلة لا تستجيب لأي منطق مدينة بثروات فلاحية وسمكية وفوسفاط تعيش غالبية ساكنتها فقرا اقتصاديا واجتماعيا من خلال عدم توفر فرص شغل قادرة، ولو نسبيا، على الاستجابة لانتظارات شبابها، ولا مؤهلات تغري المستثمر، بل ما هو متوفر من وحدات صناعية كانت لبنة في الاقتصاد المحلي أغلقت أبوابها كمعامل التصبير والفخار والنسيج.

ثقافيا، فقدت المدينة هويتها، أو تم طمس هويتها، فالموروث الغنائي تم اختزاله بطريقة مجحفة وتقديمه بطريقة سيئة، والأثار التاريخية تتهاوى في ظل مناشدات لم تلق أذانا صاغية والتراث اللامادي في تناسي واندثار..

ولنعد إلى كورنيش حاضرة المحيط، فكل من سيطلع على حجم المصاريف والتي وصلت ملياري سنتيم و حجم التأخير وضعف جودة المنتوج المقدم، سيستوعب العديد من الخلاصات حول تدبير الأمور وعن حكامة محلية تفتقدها المدينة.

كنا نتمنى كساكنة المدينة، مواقف سياسية وحزبية قوية تعكس رقابة حقيقية وتتبعا للشأن المحلي، لكن للأسف هناك من آثر الصمت وهناك من قدم التحالفات السياسية على المصلحة العامة، وهناك من أغلق الأبواب منذ شهور بوسيلة أو بأخرى في انتظار الاستحقاقات المقبلة، ربما يجد موطأ قدم داخل المؤسسات، ولا غرابة في ذلك إذ أن له كل الإيمان أن الاستثمار في الشأن الحزبي والتأطير يكون صفقة خاسرة إذا حدث العكس.

المجتمع المدني منقسم إلى فصائل عدة، فصيل ينال الرضا والدعم فيعرف موقفه وفصيل يتحين الفرصة فيبقى بلا موقف أو يختار حيادا سلبيا، وفئة قليلة تضحي وتعبر عن رأيها وتشتغل وفق إمكانيات متواضعة إيمانا بأن لها واجبا اتجاه هذه المدينة التي تستحق منا الكثير، وقس على ذلك الجمعيات المهتمة بالشأن الحقوقي والإعلام الذي صمت جزء منه، وحتى الحزبي منه الذي قد لا تجده لا في الأغلبية ولا المعارضة ولا تعرف له موقفا.

تلكم هي أسفي التي تبكي جحود الحكومات المتعاقبة وجحود أبنائها وجحود التاريخ، لكنها ظلت شامخة رغم الطعنات ورغم النزيف الذي لا يعرف للتوقف سبيلا.

الكثير من الكلام قيل والكثير من الكلام يستحق أن يقال عن جزء من نخبها السياسية وفاعليها الاقتصاديين والجمعويين الذين لا يفوتون أي فرصة للمتاجرة بها دون استحياء، لكن ربما تعطلت لغة الكلام، أو لم يعد للكلام معنى، ليبقى الصمت حيلة العاجز.

هي حاضرة المحيط إن هي مازالت تستحق هذا اللقب، لا تنتظر عطفا أو إشفاقا، بل اعترافا و إنصافا ،عله يعيد شيئا من كرامتها…

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة