احتضنت الكلية متعددة التخصصات بآسفي، الاثنين 17 دجنبر 2018، ندوة علمية دولية تكريما للأستاذ الأكاديمي محمد بنشريفة حول موضوع “تاريخ المغرب وامتداد مجالاته الحضارية خلال العصر الوسيط وارتباطها موضوعيا بأبحاث المرحوم الأستاذ محمد بنشريفة”.
وتسعى هذه الندوة ، المنظمة على مدى ثلاثة أيام من طرف جامعة القاضي عياض بمراكش بشراكة مع جمعية “ذاكرة آسفي “، إلى تسليط الضوء على جهود وأبحاث المرحوم الأستاذ محمد بنشريفة.
واستحضر رئيس جامعة القاضي عياض عبد اللطيف ميراوي، في كلمة خلال افتتاح أشغال هذه الندوة، مناقب الراحل محمد بنشريفة العلمية، قائلا إن الراحل يعد من أعلام الثقافة العربية، وركيزة من ركائزها.
فالفقيد ، يقول ميراوي، “كان شامخا بأخلاقه كشموخه بعلمه ، مثالا للجدية والتواضع ، له نفع عميم ووفاء عظيم ، ولم تقف بحوثه عند تناول الأدب العربي في الغرب الإسلامي تحقيقا ودراسة، بل تعدت ذلك لتشمل التاريخ واللغة والعلوم الإسلامية جمعاء”.
من جانبه ، نوه رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط ، محمد غاشي، بأبحاث الأستاذ محمد بنشريفة خاصة في التراث المغربي الأندلسي، وتأكيد التفاعل بين أدب المشارقة والمغاربة.
وأشار إلى أن الفقيد ساهم بقسط وافر في اغناء البحث العلمي المغربي، وكذا في النهوض بالبحث الأكاديمي خاصة في جامعة محمد الخامس حيث تخرج على يده العديد من الطلبة الباحثين الدين حملوا مشعل العلم في مغرب اليوم ، كما عزز المكتبة المغربية بالعديد من المؤلفات القيمة، وحاز على جوائز عربية ودولية.
من جهته، اعتبر الأستاذ الجامعي والكاتب العام لجمعية ذاكرة آسفي، منير البصكري، أن “تكريم الأستاذ محمد بنشريفة هو احتفاء بهرم من أهرامات العلم والفكر ، ورجل من رجال حاضرة المحيط آسفي ” ، مبرزا أن الراحل قدم للباحثين والمهتمين بالحضارة الأندلسية وذاكرتها الكثير من المؤلفات والدراسات والتحقيقات والأعمال الجادة تعقب فيها سير أعمال وأعلام هذه الأمة.
وأجمعت باقي التدخلات على أن تكريم الأستاذ الأكاديمي محمد بنشريفة اليوم، هو اعتراف بفضله وعطائه واستحضار مناقبه وجهوده، ووقوفا على السيرة العلمية الحافلة بالعطاء للمرحوم.
ويتضمن برنامج هذه الندوة التي تعرف مشاركة نخبة من الدكاترة و الأساتذة من المغرب والخارج ، مجموعة من المداخلات تتناول جلها المسار العلمي للراحل محمد بنشريفة.
وتتناول هذه المداخلات عددا من المواضيع ، منها على الخصوص ، “الجهود العلمية للأستاذ المرحوم محمد بنشريفة بمجمع اللغة العربية بالقاهرة” و”البعد الوطني للموسوعة الأندلسية في أبحاث الأستاذ المرحوم محمد بنشريفة ” و”جماليات الحرية في الموشحات الأندلسية ” .
وكان الراحل محمد بن شريفة، الذي يعتبر عميد الدراسات الأندلسية، والذي أغنى المكتبة بأبحاثه وتحقيقاته ، عضوا في أكاديمية المملكة المغربية منذ تأسيسها، ومقرر لجنة التراث فيها، وعضوا بالأكاديمية الملكية للتاريخ في إسبانيا، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
وخلف الراحل بن شريفة عدة مؤلفات وتحقيقات قيمة تعكس أسلوبه في البحث والاستقصاء منها “أبو المطرف أحمد بن عميرة المخزومي، حياته وآثاره”، و”أمثال العوام في الأندلس”، أما تحقيقاته فتشمل “الذيل والتكملة” لابن عبد الملك المراكشي، و”ترتيب المدارك” للقاضي عياض، و”طرفة الظريف في أهل الجزيرة وطريف” للمازوزي، و”روضة الأديب في التفضيل بين المتنبي وحبيب” لابن لبال الشريشي، وديوان ابن مركون.
وحصل الراحل محمد بن شريفة على عدة جوائز من بينها جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عن دراسته التي تناولت الأدب العربي في الأندلس (1988)، وجائزة المغرب الكبرى عن دراسته “أبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة” عام 1987.
التعليقات - ندوة علمية دولية بآسفي تكرم المرحوم الأكاديمي محمد بنشريفة وتتناول تاريخ المغرب وامتداد مجالاته الحضارية خلال العصر الوسيط :
عذراً التعليقات مغلقة