أكاديميون يسلطون الضوء بآسفي على السياسة الخارجية للملك الراحل الحسن الثاني لإرساء دعائم استقرار داخلي وإقليمي

أسفي كود8 أبريل 2018آخر تحديث : الأحد 8 أبريل 2018 - 1:39 صباحًا
أسفي كود
ثقافة وفنونفي الواجهة
أكاديميون يسلطون الضوء بآسفي على السياسة الخارجية للملك الراحل الحسن الثاني لإرساء دعائم استقرار داخلي وإقليمي

أجمع أكاديميون، اليوم السبت بآسفي، على أن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني نهج سياسة خارجية تهدف إلى إرساء دعائم استقرار داخلي وإقليمي.

وأكد المتدخلون خلال اختتام أشغال الندوة الختامية للدورة الثانية والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف المنظمة على مدى يومين حول موضوع “الحياة السياسية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني”، أن الثوابت الدبلوماسية عند الملك الراحل تمثلت في النأي بالبلاد عن كافة الصراعات الدولية والإقليمية التي يمكن أن تؤثر على السلم الاجتماعي والوئام الداخلي، وتجنب النزاعات التي لا تعني المملكة، والحرص باستمرار على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والتأكيد في خطاباته على الدوام بأنه مؤمن بالحوار وبالحلول السلمية، والواقعية في فهم التطورات والأحداث الدولية، والابتعاد عن “التشنج” والمواقف الايديولوجية المؤقتة.

وسجل الأكاديميون أن هذه الثوابت رسمت بأناة ورصانة وبعد نظر، مشيرين إلى أن معالم السياسة الخارجية تساهم في تحقيق الأمن القومي الأمر الذي يترتب عليه ضرورة التوظيف الجيد للموروث التاريخي والجغرافي في صناعة السياسة الخارجية.

وبعدما تطرقوا لقدرة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني على التعامل مع جميع الأطراف المختلفة دون خلق عداوات، أوضحوا أن الملك الراحل سعى إلى بناء مصالح مشتركة مع الدول الأخرى، مشيرين إلى أنه لا يسمح في الوقت ذاته بالانتقاص من سيادة المغرب واستقلال قراره.

وفي ما يخص قضايا البيئة، أشار المتدخلون إلى أن البيئة كانت حاضرة في فكر وسياسة الملك الراحل الحسن الثاني، سواء على المستوى المؤسسات، من خلال إنشاء أول جهاز حكومي يعنى بالبيئة سنة 1972 إذ تعتبر المملكة أول الدول التي أسهمت في بلورة وعي عالمي بشأن التغيرات المناخية، أو على مستوى التشريعات التي تعالج قضايا البيئة كالقانون 10-95 المتعلق بالماء بالإضافة إلى إرساء سياسة السدود كسياسة مائية حكيمة وفعالة من أجل تفادي الأزمات مائية، مشيرين إلى أن هذه السياسة شكلت طوق النجاة الذي راهن عليه المغرب من أجل الخروج من أزمة الندرة التي قد تصطدم بها المياه الوطنية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة الختامية للجامعة، التي نظمتها وزارة الثقافة والاتصال يومي 6 و7 أبريل الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ناقشت قضايا ومواضيع تؤرخ للحياة السياسية في المغرب في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، كما تضمنت عرض شريط وثائقي حول “محطات من حياة ملك عظيم””، وتنظيم معرض حول “البعد الإفريقي للمغرب”، ومحاضرات شارك بها مؤرخون وباحثون ومختصون في التاريخ المعاصر.

وكان محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، قد أكد خلال الجلسة الافتتاحية، أن جامعة مولاي علي الشريف تعد ملتقى علميا يتناول منذ عقود صفحات التاريخ الوطني، مشيرا إلى أن هذه الصبغة الوطنية هي التي جعلت هذه الجامعة تخرج من مقرها الأصلي بالريصاني لتعانق مدنا أخرى بالمملكة، كما هو الشأن بالنسبة لهذه الدورة التي تنعقد بمدينة آسفي.

وأشار الأعرج، أن مدينة آسفي ذات العراقة التاريخية والمؤهلات الاقتصادية والإنسانية تعد من أهم الحواضر المغربية، وتجسد من خلال موروثها الحضاري من المعالم والمباني التاريخية التي تؤرخ لمختلف الحقب، روح الانفتاح المميزة للمملكة، اعتبر الوزير أن الحركة الثقافية لمدينة آسفي يجب أن تكون عاكسة لهذه العراقة ومعبرة عن ذلك الغنى.

من جهته أكد عبد الحق المريني مؤرخ المملكة، ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، في كلمة بالمناسبة، أنه سيرا على النهج الذي تتبعه اللجنة العلمية للجامعة، تسلط مداخلاتها الضوء على الفكر السياسي لجلالة المغفور له الحسن الثاني. وأضاف السيد المريني أن الفكر السياسي للراحل الحسن الثاني كان مائلا دوما إلى الاعتدال والإنصاف والمحافظة على الحقوق والواجبات، وإعطاء كل ذي حق حقه، مما جعله يحتل مقاما رفيعا بين ألمع قادة العالم في النصف الثاني من القرن العشرين.

ومن جانبه أكد الحسين شاينان عامل إقليم آسفي، أن هذا الحدث العلمي والثقافي يشكل إغناء للحياة الفكرية بإقليم آسفي وتثمينا لموروثها الحضاري، من خلال إضافة هذه اللحظة التاريخية إلى رصيدها من تاريخ الحركة الوطنية.

وأضاف شاينان، أن إطلاع الأجيال الصاعدة على التاريخ المجيد والمفعم بالإنجازات من شأنه تعزيز استمرار المسيرة التنموية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، في سبيل ترسيخ الوحدة والتنمية على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني، ونسج علاقات مثمرة وبناءة مع البلدان الشقيقة والصديقة.

وتعد جامعة مولاي علي الشريف ملتقى فكريا يجتمع فيه المؤرخون والأكاديميون والمختصون ورجال ونساء الثقافة والفكر من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية ومعاهد البحث بالمملكة، يناقشون خلاله مختلف القضايا التي تكون موضوعات للدراسة والبحث أثناء كل دورة من دورات هذه الجامعة، وذلك في تفاعل مباشر مع عموم المهتمين وأبناء وسكان منطقة تافيلالت وزوارها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة