تشخيص أكثر من 50 ألف حالة إصابة بالسرطان كل عام بالمغرب

أسفي كود4 فبراير 2024آخر تحديث : الأحد 4 فبراير 2024 - 8:20 مساءً
أسفي كود
زوومفي الواجهة
تشخيص أكثر من 50 ألف حالة إصابة بالسرطان كل عام بالمغرب
يخلد المجتمع الدولي، الأحد 4 فبراير 2024، اليوم العالمي للسرطان، والذي يعد مناسبة لزيادة الوعي بأهمية الوقاية من هذا المرض والكشف المبكر عنه لتفادي الإصابة بواحد من أهم مسببات الوفاة على الصعيد العالمي.

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الإصابة بالسرطان في العالم قد ترتفع بنسبة 60 في المائة على مدار العشرين عاما المقبلة ما لم يتم تعزيز العناية بالسرطان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن أغلب الدول العربية ستشهد بحلول سنة 2030 عبئا كبيرا بسبب الزيادة في الإصابة بالسرطان، وذلك في وقت يعد فيه هذا المرض أحد أكثر الأمراض التي لا يمكن التنبؤ بها في العصر الحالي.

ماذا عن المغرب؟

أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أنه يتم، كل يوم، تشخيص حوالي 140 حالة إصابة بالسرطان في المغرب، أي أكثر من خمسين ألف حالة سرطان جديدة كل عام.

وأبرز حمضي،ردا على سؤال يتعلق بوضعية مرض السرطان في المغرب والإجراءات الكفيلة بمحاربته، أن السرطان يعد ثاني سبب رئيسي للوفاة في البلاد بعد أمراض القلب والشرايين، مشيرا إلى أن المغرب سجل حوالي 30 ألف حالة في عام 2004، فيما احتل السرطان في عام 2000 المركز السابع بين الأمراض في المغرب، وانتقل في سنة 2016 إلى المركز الرابع. وينتج السرطان عن عدة عوامل، تتعلق عادة بتفاعل بين العوامل الوراثية والغذائية والسلوكية والبيئية.

وفي ما يتعلق بأسباب ارتفاع أرقام الإصابة بمرض السرطان، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن السبب لا يرجع فقط إلى تزايد النمو الديمغرافي، بل أيضا لأسباب أخرى؛ على رأسها سهولة الوصول المتزايد إلى فحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه منذ اعتماد الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، بالإضافة إلى شيخوخة السكان، وزيادة الوزن، والنظام الغذائي غير المتوازن (إغفال تناول الفواكه والخضروات)، فضلا عن التدخين والكحول وبعض الأمراض المعدية.

وحول أكثر أنواع السرطانات شيوعا في المغرب، أبرز حمضي أنه بالنسبة للرجال يعد سرطان الرئة (25,6%) وسرطان البروستاتا (13,6%) والمثانة (5,4%) من أكثر السرطانات شيوعا، فيما تعاني النساء على وجه الخصوص من سرطان الثدي (38,1%) والغدة الدرقية (11,3%) وعنق الرحم (8,1%) والقولون (6,9%) والمبايض (4%).

أهمية التشخيص المبكر

وأظهر مسح أُجري سنة 2017، يضيف حمضي، أن 11,7 في المائة من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر مدخنون، و21,1 في المائة لديهم مستوى غير كافٍ من النشاط البدني، و53 في المائة يعانون من زيادة الوزن، و20 في المائة يعانون من السمنة.

وتفيد المعطيات المتعلقة بمرض السرطان على الصعيد العالمي، بأن “واحدة من كل 6 وفيات في جميع أنحاء العالم تحدث بسبب السرطان؛ واحدة من كل خمسة منها تسجل في صفوف الرجال وواحدة من كل 6 نساء سيصابون بالسرطان خلال حياتهم، فيما يموت واحد من كل ثمانية رجال وواحدة من كل 11 امرأة بسبب السرطان”، يقول حمضي.

وأبرز أنه يمكن تجنب أكثر من ثلث حالات السرطان، ويمكن علاج ثلث آخر إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب ومعالجته بشكل جيد.

وأكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن السرطان مشكلة صحية مستعصية، إلا أن الوقاية منه ممكنة عبر اتباع نمط حياة صحي، يتعلق أساسا بنظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، وفقدان الوزن، وممارسة الرياضة البدنية، بالإضافة إلى التوقف عن التدخين وتعاطي الكحول.

كما أشار إلى أهمية التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي لدى الفتيات الصغيرات الذي تم العمل به مؤخرا مجانا بالمغرب بهدف الحد من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطان.

ويمكن للفحص المنظم لبعض أنواع السرطان (الثدي، وعنق الرحم، والقولون، والبروستاتا..)، والتشخيص المبكر والرعاية المناسبة، يقول حمضي، أن ينقذ آلاف الأرواح ويمنع الأفراد والأسر والبلاد من التأثير الاجتماعي والاقتصادي الكبير المرتبط بالسرطان.

أدوية باهظة الثمن

من جهته، اعتبر رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، علي لطفي، أن مؤشرات الإصابة بمرض السرطان في المغرب مقلقة وتستدعي سياسة صحية وعمومية مندمجة.

وأبرز لطفي، أن نسبة الإماتة بأمراض السرطان تظل مرتفعة رغم كل المجهودات المبذولة في المغرب خلال السنوات الأخيرة للحد منه، مشيرا إلى أن معدل الإصابة به يبلغ 137,3 حالة جديدة لكل 100 ألف من السكان.

وتطرق لطفي إلى مجموعة من التدابير المتخذة في المملكة لمواجهة هذا المرض؛ من بينها عمل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على وضع مخطط وطني للسرطان 2020-2029، من أجل توسيع وتعزيز آليات الوقاية وتوفير وتحسين جودة العلاجات، فضلا عن الدور الذي تقوم به مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان.

واعتبر، في هذا الإطار، أن المؤسسة حققت نقلة نوعية في الوقاية والعلاج بالمغرب وذلك عبر رؤية مبتكرة وتوفير المعدات الطبية والتكنولوجيات الحديثة والحملات الوطنية للكشف المبكر عن مختلف الأمراض السرطانية.

ورغم كل هذه المجهودات، يبقى الولوج إلى العلاج وارتفاع أثمنة الأدوية من أبرز الأسباب التي تعيق القضاء على السرطان، وفق علي لطفي.

وفي هذا الإطار، دعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إلى القضاء على الأمراض السرطانية من خلال معالجة أسبابها الجذرية، وضمان حصول جميع المرضى على الخدمات الصحية ودمج برنامج الوقاية من السرطان مع برامج صحية ووبائية في مجال الرعاية الصحية الأولية وفي السياسات العمومية، فضلا عن مراجعة التشريعات المتعلقة بأسعار الأدوية ومسكنات الألم والتخفيف من تكلفة العلاج التي تثقل كاهل الأسر المغربية.

كما شددت على ضرورة تطوير أنظمة الرصد والتتبع لتحين نظام المعلومات الوبائية وتمويل البحوث العلمية وتحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية لمهنيي الصحة وخلق تحفيزات لصالحهم، بهدف مواكبة تأهيل المنظومة الصحية الوطنية وإبرام اتفاقيات مع المجتمع المدني للوقاية من كافة الأمراض السرطانية.

المصدرعن موقع SNRTnews بتصرف

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة