أنهى قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لدى محكمة الاستئناف بفاس، التحقيق التفصيلي في ملف طبيب نفسي وابن عمه، يُشتبه تورطهما في اعتداءات جنسية استهدفت نساء في وضعية هشاشة نفسية، كانت بعضهن تتابعن حصص علاج داخل العيادة الخاصة بالطبيب.
وأفادت مصادر مطلعة أن القاضي أحال الملف على أنظار الوكيل العام للملك لاتخاذ القرار النهائي في انتظار القرار القضائي المناسب بشأن المتهمَين اللذان يوجدان رهن الاعتقال الاحتياطي، بناءً على خلاصات التحقيقات الجارية، التي طالت أيضا معطيات تقنية وأقوال ضحايا مفترضات.
وأوضحت المصادر ذاتها أن إحدى المشتكيات تم الاستماع إليها رسميا خلال التحقيق، حيث أفادت بأنها تعرّضت للتحرش من طرف الطبيب داخل عيادته، بعدما عرض عليها الاشتغال إلى جانبه في مشروع إدماج الموسيقى ضمن حصص العلاج النفسي، الشيء الذي وافقت عليه واشتغلت معه حصة واحدة، حيث سلمها مبلغ 1300 درهم، كما أضافت أن الطبيب المذكور قام بتشغيلها بعيادته لاستقبال المرضى، حيث اشتغلت لمدة 3 أيام وتوقفت عن العمل كونها لم يرقها الأمر، حينها أقر لها عن إعجابه بها عبر رسائل ذات طابع جنسي عبر تطبيق « واتساب ».
وكشفت التحقيقات الأولية أن الطبيب، بمعية قريبه، كان يستدرج بعض النساء اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية مستغلا ضعفهن وثقتهن في الإطار العلاجي الذي يقدمه، إذ يوهمهن بتقديم رعاية علاجية متخصصة، قبل أن ينفذ اعتداءات جنسية في حقهن مع توثيق بعض تلك الأفعال، وهو ما اعتبره المحققون أحد أوجه الاستغلال الجنسي تحت غطاء العلاج.
وقد أظهرت المعطيات المتوفرة، أن بعض الوقائع تمت إما داخل العيادة أو خارجها في أماكن خاصة، مستغلين بذلك علاقة تبعية وثيقة تربط الضحايا بالمشتبه فيه، الذي كان يقدم نفسه باعتباره مختصا في المرافقة النفسية وإعادة الإدماج الاجتماعي.
وتتابع الأوساط الطبية والحقوقية تطورات هذا الملف الذي أثار جدلا واسعا، خاصة في ما يتعلق بمسؤولية بعض المهن العلاجية تجاه الفئات الهشة، وسط مطالب بتشديد آليات الرقابة وحماية المرضى من كل أشكال الانتهاك والاستغلال.
التعليقات - الانتهاء من التحقيق التفصيلي مع طبيب نفسي بفاس متهم باعتداءات جنسية على مريضات :
عذراً التعليقات مغلقة