” نور اليقين”.. المرأة الفرنسية التي عشقت آسفي وتصوفت بالتربية والطفل

أسفي كود11 أبريل 2022آخر تحديث : الإثنين 11 أبريل 2022 - 11:19 مساءً
أسفي كود
التربية والتعليمفي الواجهة
” نور اليقين”.. المرأة الفرنسية التي عشقت آسفي وتصوفت بالتربية والطفل
في محاولة للإنصاف وفي مجتمع يفتقد الى شيء يسمى الى الاعتراف، نسلط الضوء على ظاهرة وكاريزما خاصة في محاولة لتحقيق الإنصاف المنشود، وهي تجربة “نور اليقين” وتجربتها التربوية وإخضاعها المدرسة الخصوصية للتجريب وإعادة التجريب رغم الاكراهات والعوائق والمثبطات…، من خلال مدرسة متحركة على مستوى مقاربة الظاهرة التربوية على الركح، وعلى مستوى تنويع المقاربات على مستوى سوسيولوجيا التربية، والمقصود هنا النظرية العلمية و الوضعية و البنائية الوظيفية ومع مراعاة أن الوضع السوسيو-تاريخي للمغرب يختلف عن بيئة نشوء هذه النظريات، و الى الانتقال بالمدرسة من النظريات الكلاسيكية الى النظريات المعاصرة في علم التربية…
ثم الخروج بالمدرسة من النمطية المرتبطة بالعنف النفسي واللفظي والجسدي الى مؤسسة منتجة لمظاهر مواجهة ورفض العنف من طرف المتعلم نفسه، وهناك كانت الآليات متعددة لمحاصرة ظاهرة العنف وقمعها …
إن التعامل مع نظريات التعلم بالنسبة لهذه المربية يتجاوز المفهوم التقليدي الذي تعامل مع الأشياء بشكل جامد، بل هو شيء قابل للتجريب وإعادة التجريب والتعديل والتقييم الدائم والمراجعة والتصويب!
وان اعتماد النظرية الأنسب للتعلم سعتمد على عدة ظروف وعوامل، وأن الحسم فيها مرتبط بالبيئة والوسائل والأسرة وكفاءة العنصر البشري وجاهزيته لإحداث انقلاب في تفكيره التقليدي والإدارة وحتى البنية والنسق المجتمعي…
إن التجريب أيضا استهدف إخضاع التجربة الإدارية نفسها من خلال اعتماد مدرسة العلاقات الإنسانية ومدى صمود التجربة في مجتمع لم يستثمر في الحرية بعد و هو في حالة خصومة شديدة مع هذه الحرية.
إن “شعار المؤسسة اكبر سعيد وذكيا” لم يولد من عبث، ولكن من خلال سنوات من البحث والتجريب، ومن خلال تحريك البحث العلمي عبر تنظيم مجموعة من الملتقيات العلمية في سبق من المدرسة الخصوصية. كان الفضل فيه لهذه المربية من أجل طرح الأسئلة الحقيقية التي تؤرق المدرسة المغربية. ندوات علمية قاربت موضوع العنف بشكل متعمد لأنه العدو الأول للمدرسة المغربية والمهدد الأول لها، وأن المصالحة مع المدرسة تبدأ من نبذ العنف والقطيعة معه بغية إحداث تحول نوعي والانتقال الى شكل آخر من المدرسة الخصوصية أو العمومية.
أيضا من خلال اعتماد مقاربة حقوقية لإحداث التوازن المطلوب بين المتعلم والمعلم القادم من مجموعة أحياء تختلف حمولتها الثقافية والاجتماعية والنفسية، مما يجعل المدرسة مكانا للصراع أو تفريغ الصراع وهو شيء سلبي يحتاج الى كثير من الصبر لتجاوزه…
المقاربة الحقوقية أيضا تمتد الى تخيص نسب محترمة لذوي الحاجات الخاصة، وهنا لا بد من تسجيل أن اشراك أي طفل يحتاج الى برنامج خاص، وليس غريبا ان يتفةق تلنيذ منهم على أطفال أسوياء.
أيضا على مستوى اشراك المهن الطبية المرتبطة بعالم التربية ، وهو سبق لهذه المربية التي نجحت باقتدار في تفكيك بنية المؤسسة التقليدية وانتقلت بها من المؤسسة الجامدة الى مؤسسة متحركة علميا ومعرفيا ، ومؤسسة فاعلة ومنتجة..
واما على مستوى العلاقة بين الإدارة والتلميذ ، فلا أعتقد أن مدرسة نجحت في كسر الصورة النمطية التي ترسخت في ذهنية التلميذ، لك غير هذه المدرسة من خلال ترسيخ هذه المربية لفكرة أن المدرسة وجدت لأجل الطفل، وليس لأجل المدير.
الشيء نفسه على مستوى الإلحاح على مستوى إشراك الأسرة في صنع القرار التربوي وفي جعل المدرسة ومشاكلها جزء من مشاكل الأسرة.
إن التجربة التربوية للمربية ” نور اليقين” هي تجربة فريدة لأنها أثبتت أن الخلل الكبير يوجد عند الإنسان أكثر من البرامج والمقررات والنظريات..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة