ببعد مسؤولياتها بالكلية متعددة التخصصات بآسفي..الحكومة تعين حسن كجي رأس عمادة كلية العلوم القانونية والسياسية بسطات خلفا للعميد المخلوع نجيب الحجيوي

جرى يوم الخميس الماضي تعيين حسنة كجي، الدكتورة في العلوم السياسية والقانون الدولي والخبيرة في قضايا البيئة والتنمية المستدامة، على رأس عمادة كلية العلوم القانونية والسياسية بسطات خلفا للعميد المخلوع نجيب الحجيوي.

وتتميز حسنة كجي بشخصية قوية ووازنة شغوفة بحب العلم والدراسة، أفنت حياتها في التحصيل والبحث العلمي إلى أن حققت ذاتها وأصبحت أستاذة جامعية ذائعة الصيت وطنيا وعربيا، وبمقالاتها البيئية العلمية المتميزة استطاعت أن تكون من النساء الأوائل اللواتي أبدين اهتمامهن بقضايا البيئة. هي الدكتورة حسنة كجي، أستاذة العلاقات الدولية والقانون الدولي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق الدارالبيضاء، ولاهتمامها بقضايا البيئة كانت أول من بادرت إلى إحداث مركز للدراسات والأبحاث للبيئة والتنمية المستدامة، الذي تترأسه وتشتغل في إطاره مع مجموعة من الأساتذة الباحثين والمختصين في قضايا البيئة والعلاقات الدولية.
كما أن شغفها الزائد بالبيئة جعلها تخلق ماستر القانون والسياسات البيئية دام مدة ثلاث سنوات، أسس لتخصص كان حكرا على كليات العلوم والآداب (تخصص الجغرافيا)، لكنها استطاعت أن تمزج في هذا الماستر بين العلوم الحقة وكل تخصصات القانون، ما ساهم في إعطاء ماستر فريد ومتميز على مستوى التعليم العالي، وزادها هذا التخصص دفعة قوية للمضي قدما بهذا التخصص الفريد من خلال تنظيم العديد من الندوات واللقاءات والمؤتمرات العلمية ذات الصلة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة.
هي امرأة شاملة تجمع ما بين التكوين القانوني والبيئي والسياسي، ومكنها حب العمل والعطاء المتواصل من أن تدخل غمار الانتخابات الجامعية لترأس شعبة القانون العام بكليتها الغراء، وبفضل تكوينها العلمي العالي والمكانة العلمية والأخلاقية التي تحتلها داخل الحرم الجامعي، استطاعت أن تظفر في يناير الماضي بمنصب رئاسة شعبة القانون، كأول امرأة.
ورغم حبها للقانون بجميع فروعه، فهي تعطي اهتماما خاصا للمجال البيئي، لهذا استطاعت أن تدخل قلوب الملايين من خلال حواراتها عبر أثير إذاعاتنا وقنواتنا الوطنية، إذ تختم كلامها بالدعوة إلى المحافظة على البيئة وضرورة التوعية والتحسيس بأهميتها، وبهذا استطاعت أن تزرع روح العمل التطوعي البيئي لدى طلبتها في مختلف المستويات.
همها البيئي قادها إلى الانخراط في عدد من الجمعيات، فهي نائبة رئيس جمعية “الفضاء الأخضر”، ثم جمعية “أمان”، وجمعية “صفوف الشرف” وجمعية “تسغيموت،”، وعضو الشبكة المغاربية لتطبيق القوانين البيئية، وعضو الشبكة المغربية لتطبيق القوانين البيئية.
تمتلك قدرة كبيرة على العطاء في هذا الحقل المعرفي، إذ لا تخلو جلسة مع زملائها في الجامعة أو أصدقائها وصديقاتها من موضوع البيئة، لأنها تؤمن بهذه القضية ما جعل العديد منهم ينادونها باسم “القيادية البيئية” و”الخبيرة البيئية”، وهذه الألقاب لم تأت اعتباطا من أناس عاشروها لمدة طويلة، لكن لأنها أبانت من خلال تجربتها الواسعة عن إيمانها القوي بأهمية البيئة، لهذا تسعى دوما لنشر أفكارها النيرة حتى تعم الفائدة. بصمت حياتها العلمية والمعرفية بحضور متميز لافت من خلال إنجاز العديد من الكتابات في مجال تخصصها سواء في البيئة أو القانون، كان آخرها كتاب بعنوان “العلاقات الدولية، الأسس المفاهيمية والفكرية الفاعلون والتفاعلات”، وقعته السنة الماضية برواق المعرض الدولي للدارالبيضاء.
وفي المجال العلمي البيئي، ترأست كجي في الفترة ما بين 4 و5 ماي 2017 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية الدارالبيضاء المؤتمر الدولي الثاني للبيئة والتنمية المستدامة، تحت شعار “البيئة بين سياسات التنمية المستدامة وحقوق الإنسان”، كما شاركت في المؤتمر العلمي الأول حول العلوم الجنائية بتاريخ 25-26 يناير 2017 حول موضوع “المستجدات والعلوم الجنائية عبر الدراسات والأبحاث”، بمداخلة تحت عنوان “الاعتداء على المجال البيئي جريمة إرهابية”، ثم المشاركة في قمة المناخ خلال دورتها 21 بمراكش بمداخلة حول “الجيب الثالث من حقوق الإنسان”، وغيرها من اللقاءات.

حاصلة على عدة شهادات علمية من قبيل شهادة الدكتوراه في القانون العام حول موضوع “التنظيم الجهوي وآفاق حماية البيئة بالمغرب حالة جهة الدارالبيضاء الكبرى”، بكلية الحقوق الدارالبيضاء، وكانت لها عدة مسؤوليات مهنية وبيداغوجية منها، عضو مجلس الكلية متعددة التخصصات بآسفي لولايتين، وعضو لجنة البحث العلمي والتعاون والتواصل بالكلية نفسها، عضو لجنة البحث العلمي والتعاون والتواصل بالكلية متعددة التخصصات بآسفي، منسقة ماستر القانون والسياسات البيئية بكلية الحقوق البيضاء.
وحتى في ظل جائحة كورونا كان للأستاذة حسنة كجي حضور وازن، إذ انخرطت بدورها في التدريس “عن بعد” كتدبير اعتمدته كلية الحقوق، والذي جاء في إطار الإجراءات المتخذة وطنيا للحد من تداعيات أزمة انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، كما بادرت اللجان العلمية المتخصصة بمناقشة رسائل الماستر “عن بعد”، في عدد من التخصصات. وضمن هذا الإطار باشر ماستر القانون والسياسات البيئية، الذي تشرف عليه الدكتورة حسنة كجي، مناقشة مجموعة من الرسائل التي تقدم بها المترشحون لنيل دبلوم الماستر في القانون والسياسات البيئية.