شهد المستشفى الإقليمي «الزموري» بمدينة القنيطرة، ليلة أمس الاثنين، حالة استنفار قصوى، بعد نقل أكثر من 170 عاملة أصيبت باختناق حاد في التنفس، على إثر استنشاقهن لرائحة مجهولة المصدر، داخل وحدة صناعية متخصصة في «الكابلاج».
وتابعت يومية «الأخبار» في عددها الصادر يوم الأربعاء 7 ماي 2025، هذا الموضوع، مشيرة إلى أنه تم تسخير عشرات سيارات الإسعاف لنقل العاملات من المعمل الموجود بضواحي مدينة القنيطرة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، مضيفة أن الأطباء والممرضون والأطر العاملون بهذا المستشفى، عاشوا ليلة سوداء، حيث تم تخصيص كل الإمكانيات لمعالجة الحالات الوافدة.
وأوضحت اليومية في مقالها، أن مصادر محلية أكدت أن جميع العاملات اللواتي أصبن بالإغماء غادرن المستشفى في وقت متأخر من الليل، بعد تلقيهن العلاجات الضرورية، فيما أعطى عبد المجيد المزيد عامل إقليم القنيطرة، تعليماته لمختلف المصالح من أجل فتح تحقيق في أسباب الاختناق الجماعي للعاملات، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تتكرر فيها مثل هذه الحادثة.
ولم تستبعد مصادر «الأخبار» أن يكون سبب الاختناق الجماعي للعاملات، هو استنشاقهن لغاز سام مصدره النفايات الصناعية، التي يتم حرقها ليلا بالضيعات الفلاحية المجاورة للمنطقة الصناعية الحرة «أولاد بورحمة»، الموجودة بجماعة «عامر السفلية» بإقليم القنيطرة، مبينة أن هذه المنطقة مهددة بكارثة بيئية، قد تشكل خطرا على صحة وسلامة سكان المدن والمناطق المجاورة.
وبينت الجريدة في متابعتها أن فعاليات مهتمة بالبيئة دقت ناقوس الخطر، موضحةً أن الشركات الكبرى المستقرة بالمنطقة الصناعية تتخلص من النفايات الصناعية بطريقة عشوائية، حيث يتم جمعها داخل ضيعات فلاحية، ويتم حرقها ليلا، ما يؤدي إلى انتشار الدخان الملوث والروائح الكريهة، ويرجع سبب ذلك إلى عدم التعاقد مع شركة مختصة في تدبير النفايات الصناعية.
وتطالب الفعاليات المدنية بتدخل عاجل من مصالح الوزارة الوصية على قطاع البيئة، ووزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة وعامل إقليم القنيطرة، لتفادي وقوع كارثة بيئية بالمنطقة، خاصة أن هناك نفايات تحتوي على مواد كيماوية تشكل خطورة على الإنسان.
التعليقات - اختناق 170 عاملة بغاز سام بالقنيطرة :
عذراً التعليقات مغلقة